Me..

GlitterFly.com - Customize and Share your images
Post Icon

Jurumiyah

بسم لله الرحمن الحيم
الحمد لله الذى رفع أهل طاعته بفضله وخفض أهل المعصية والغفلة بعد له والصلاة والسلام على من نصبه الله للرسالة العامة  وعلى آله وصحبه الذين تابعوه حزبا وسلما مع امتلاء قلوبهم بالمحبة التامة , أمابعد :
بـاب الكلام
الكلام هو اللفظ المركب المفيد بالوضع
{الكلام} بفتح الكاف لغة كل ما أفد من كتابة او إشارة او عقد او نصب او لسان حال. واصطلاحا ما تركب من كلمتين وأفاد كزيد قائم, فانه تركب من كلمتين الأولى زيد والثانية قائم, وأفد ثبون القيام لزيد. والكلام عند الفقهاء كل ما أبطل الصلاة من حرف مفهم كق, او حرفين وان لم يفد كلم, وعند المتكلمين عاباة عن المعنى القديم القائم بذاته تعالى, وعند الأصولين هو اللفظ المترل على محمد صلى الله عليه وسلم للإعجاز بأقصر سورة منه المتعبد بتلاوته {اللفظ} معناه لغة الطرح والرمى تقول لفظت الرحى الدقيق ولفظ فلان النواة إذا رماها. واصطلاحا هو الصوت المشتمل على بعض الحوف الهجائية التى اولها الألف وآخرها الياء مثاله زيد {المركب} من كلمتين فأكثر تركيبا اسناديا, بخلاف الإضافى كعبد الله ولمزجى كبعلبك والتوصيقى {المفيد} اى المفهم معنى يحسن السكوت عليه بحيث لا يبقى للسامع انتظار مقيد به, فلا يضر احتياجه الى المتعالقات من المفاعيل {بالوضع} يعنى العربى خرج به كلام الترك والتكرور وكلام الهنود مما ليس بعربى, ويصح ان يفسر الوضع بالقصد فيدخل كلام الترك والتكرور ونحوه, فإنه يسمى كلاما لوجود القصد فيه.
وأقسامه ثلاثة اسم وفعل وحرف جاء لمعنى.
{اسم} معناه اصطلاحا كلمة دلت على معنى فى نفسها ولم تقترن بزمان وضعا كزيد. وحكمه الإعراب وما جاء منه مبنيا فهو على خلاف الأصل {فعل} معناه لغة الحدث كالضرب والقتل, واصطلاحا كلمة دلت على معنى فى نفسها مقترنة بأحد الأزمنة الثلاثة وضعا, وذلك كقام فإنه كلمة دلت على معنى فى نفسها وهو القيام, والقترنت بزمان الماضى, ويضرب فإنه كلمة دلت على معنى فى نفسها وهو الضرب واقترنت بزمان الحال والاستقبال, واضرب فإنه كلمة دلت على معنى فى نفسها وهو الضرب, واقترنت بزمان الحل, وحكمه البناء وما جاء منه معربا فهو على خلاف الأصل{حرف} فمعناه لغة الطرف بفتح الراء, وأما معناه اصطلاحا فهو كلمة دلت على معنى فى غيرها ولم تقترن بزمان كمن بكسر الميم, فإنها كلمة دلت على معنى فى غيرها وهو الابتداء مثلا, وهذا لا يفهم منها إلا بانضمامها إلى غيرها وحكمه البناء {جاء لمعنى} اى وضع ليدل على المعنى كمن فإنها تدل على المعنى وهو الابتداء.
فالإسم يعرف بالخفض والتنوين ودخول الألف والام وحروف الخفض وهى من والى وعن وعلى وفي ورب والباء والكاف والام وحروف القسم وهي الواو والباء والتاء.
{بالخفض} معناه لغة التذلل والخضوع, واصطلاحا عبارة عن الكسرة وما ناب عنها التى تحدث عند دخول عامل الخفض كقولك بسم الله الرحمن الرحيم {التنوين} وهو التصويت, واصطلاحا نون ساكنة زائدة تتبع آخر الاسم لفظا وتفارقه خطا لغير توكيد {ودخول الألف واللام} ولا فرق بين المعرفة كالرجل والزائدة كالحرث والموصولة كالضارب {من} ولها معان منها الابتداء زمانا ومكانا, فالابتداء زمانا كقولك سرت من يوم الخميس الى يوم الجمعة, والابتداء المكانى كقولك سرت من البصرة الى الكوفة {والى} وهى لانتهاء الغاية زمانا ومكانا, فمثال انتهاء الغاية فى الزمان كقولك سرت الى يوم الخميس, ومثال انتهاء الغاية فى المكان كقولك سرت الى الكوفة {وعن} ومن معانيها المجاوزة كقولك رميت السهم عن القوس, وتكون بمعنى بعدكما فى قوله تعالى: لتركبن طبقا عن طبق {وعلى} ومن معانيها الاستعلاء كقولك صعدت على السطح {وفى} ومن معانيها الظرفية كقولك الماء فى الكوز {ورب} ومن معانيها التقليل كقولك رب رجل كريم لقيته.
واعــلم : أن رب لا تجر إلا بخمسة شروط الأول أن تكون مصدرة فى أول الكلام, الثانى أن يكون مجرورها نكرة, الثالث ان تكون النكرة موصوفة بجملة, الرابع ان يكون عاملها مؤخرا, الخامس ان يكون فعلا ماضيا {والباء} ومن معانيها التعدية كقولك مررت بزيد {والكاف} ومن معانيها التشبيه كقولك زيد كالبدر {واللام} وتفتح مع غير ياء الضمير نحو له ولنا ولك وتكسر مع الظاهر, ومن معانيها الملك كقولك المال لزيد {وحروف القسم وهى الواو} فتقول والله, ولا تدخل على المضمر {والباء} ويدخل على الظاهر والمضمر نحو بالله وبه {والتاء} وتختص بلفظ الجلالة نحو قوله تعالى: تالله لأكيدن أصنامكم.

والفعل يعرف بقد والسين وسوف وتاءالتأنيث الساكنة, والحرف ما لا يصلح معه د ليل الإسم ولا دليل الفعل.
{بقد} وتدخل على الماضى, فتفيد التحقيق كما فى قوله تعالى: قد أفلح المؤمنون والتقريب كما فى قولك قد قامت الصلاة, وتدخل على المضارع فتكون للتقليل كقولك قد يصدق الكذوب وقد يجود البخيل, وتأتى للتكثير كقولك قد يبخل البخيل {والسين} والمراد بالسين سين الاستقبال نحو قوله تعالى: سيقول السفهاء من الناس {وسوف} كقوله تعالى: سوف أستغفر لكم ربى {وتاء التأنيث الساكنة} كقولك قامت هند {ما لا يصلح معه إلخ} فعلامة الحرف عدمية وهى كونه لا يقبل شيئا من علامات السم ولا شيئا من علامات الفعل.
بـاب الإعـراب
الإعراب هوتغييرأواخرالكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا أوتقديرا.
{لفظا أو تقديرا} فمثال التغيير لفظا كما فى قولك جاء زيد ورأيت زيدا ومررت بزيد, ومثال الإعراب التقديرى جاء الفتى ورأيت الفتى ومررت بالفتى, وهذا يسمى مقصورا, وهو كل اسم معرب آخره ألف لازمة قبلها فتحة, واما المنقوص فهو كل اسم معرب آخره ياء لازمة قبلها كسرة كقولك جاء القاضى.
وأقسامه أربعة رفع ونصب وخفض وجزم , فـللأسماء من ذلك الرفع والنصب والخفض ولاجزم فيها, وللأ فعال من ذلك الرفع والنصب والجزم ولاخفض فيها
{رفع} ومعناه تغيير مخصوص علامته الضمة وما ناب عنها {ونصب} معناه تغيير مخصوص علامتة الفتحة وما ناب عنها {وخفض} معناه تغيير مخصوص علامته الكسرة وما ناب عنها {وجزم} معناه تغيير مخصوص علامته السكون وما ناب عنه اى من الحذف {فللأسماء من ذلك إلخ} وإنما اختص الاسم بالخفض لأن الخفض ثقيل والاسم خفيف, فأعطى الثقيل للخفيف ليحصل التعادل كما أنهم خصوا الفعل بالجزم لأن الجزم خفيف والفعل ثقيل, وحكمة خفة الاسم أن الاسم بسيط ومعنى بساطه أنه دال على شئ واحد وهو الذات والفعل مدلوله مركب من شيئين وهو الحدث والزان فصار ثقيلا.
للرفع أربع علامات الضمة والواو والألف والنون , فأما الضمة فتكون علامة للرفع فى أربعة مواضع فى الإسم المفرد وجمع التكسير وجمع المؤنث السالم والفعل المضارع الذى لم يتصل بأخره شئ.
{فى الاسم المفرد} وهو هنا ما ليس مثنى ول مجموعا ولاملحقا بهما ولامن الأسماء الخمسة {وجمع التكسير} وهو ما تغيير فيه بناء مفرده سواء كان التغيير بالزيادة كصنو وصنوان او بالنقص كتخمة وتخم او الشكل كأسد وأسد وبالزيادة والشكل كرجل ورجال او بالزيادة والنقص والشكل كغلام غلمان {وجمع المؤنث السالم} وهو ما جمع بألف وتاء مزيدتين نحو جاءت الفاطمات والهندات والطلحات, مما مسماه مؤنث فى اللفظ والمعنى كفاطمة او مؤنث فى المعنى فقط كهند او مؤنث فى اللفظ فقط كطاحة {والفعل المضارع} سواء كانت الضمة ظاهرة كيضرب او مقدرا كيخشى {شيء} اى من نون التوكيد الثقيلة والخفيفة ومن نون النسوة او ألف الاثنين او واو الجماعة او ياء المؤنثة المخاطبة.
وأما الواو فتكون علامة للرفع فى موضعيت: فى جمع المذكر السالم وفى الأسماء الخمسة, وهى أبوك وأخوك ,حموك وفوك وذومال.
{وأما الواو فتكون علامة للرفع} لا فرق بين ان تكون الواو ظاهرة كجاء الزيدون او مقدرة كقولك جاء مسلمي, فإن أصله مسامون لى {فى جمع المذكر السالم} وهو ما جمع بواو ونون فى حالة الرفع وبياء ونون فى حالتى النصب والجر, سواء كان علما اى علما شخصيا كالزيدون او صفة كمسلمون, ويشترط فى العلم ان يكون لمذكر عاقل خال من تاء التأنيث ومن التركيب ومن الإعراب بحرفين, والصفة يشترط فيها ان تكون صفة لمذكر عاقل خال من تاء التأنيث ليست من باب أفعل فعلاء ولافعلان فعلى ولامما يستوى فيه المذكر والمؤنث {وفى الأسماء الخمسة} بشروط أربعة, الأول ان تكون مفردة, الثانى أن تكون مكبرة, الثالث ان تكون مضافة, الرابع ان تكون إضافتها لغير ياء المتكلم.
وأما الألف فتكون علامة للرفع فى تثنية الأسماء خاصة.
{وأما الألف فتكون علامة للرفع} سواء كانت ظاهرة كما فى جاء الزيدان او مقدرة كقولك جاء عبد الله, لأن أصله عبدان لله {فى تثنية لأسماء} وضابط المثنى كل اسم ناب عن اثنين واغنى عن المتعاطفين بزيادة فى آخره صالح للتجريد وعطف مثله عليه.
وأما النون فتكون علامة للرفع فى الفعل المضارع إذا اتصل به ضمير تثنيه او ضمير جمع او ضمير المؤنثة المخاطبة.
{فى الفعل المضارع إذا اتصل به إلخ} فمثال ما اتصل به ضمير التثنية يضربان وتضربان, ومثال ما إذا اتصل به ضمير جمع نحو يضربون و تضربون, ومثال ما إذااتصل به ياء المؤنثة المخطبة كقولك تضربين.
وللنصب خمس علامات الفتحة والألف والكسرة والياء وحذف النون. فأما الفتحة فتكون علامة للنصب فى ثلاثة مواضع فى الاسم المفرد وجمع التكسير والفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب ولم يتصل بآخره شيء.
{فى الاسم المفرد} سواء كان إعرابه ظاهرا كرأيت زيدا او مقدرا كرأيت الفتى {وجمع التكسير} سواء كان الإعراب فيه ظاهرا كما فى رأيت الرجال او مقدرا كرأيت الأسارى {والفعل المضارع إلخ} نحو ان يضرب ولن يدعو.
وأما الألف فتكون علامة للنصب فى الأسماء الخمسة نحو رأيت أباك وأخاك وما أشبه ذلك. وأما الكسرة فتكون علامة للنصب فى جمع المؤنث السالم.
{فى الأسماء الخمسة} بالشروط السابقة {فى جمع المؤنث السالم} وهو ما جمع بألف وتاء مزيدتين نحو خلق الله السموات.
وأما الياء فتكون علامة للنصب فى التثنية والجمع. وأما حذف النون فيكون علامة للنصب فى الأفعال الخمسة التى رفعها بثبات النون.
{فى التثنية} مثاله رأيت الزيدين, فهو منصوب بالياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها {والجمع} مثاله رأيت الزيدين, فهو منصوب بالياء المكسور ما قبلها المفتوح ما بعدها {فى الأفعال الخمسة} اى فى الفعل المضارع إذا اتصل به ألف اثنين نحو لن يضربا, او اتصل به واو الجماعة نحو لن يضربوا, او اتصل به ياء المؤنثة المخاطبة نحو لن تضربى.
وللخفض ثلاث علامة: الكسرة والياء والفتحة, فأما الفتحة فتكون علامة للخفض فى ثلاثة مواضع, فى الاسم المفرد المنصرف وجمع التكسير المنصرف وجمع المؤنث السالم.
{فى الاسم المفرد} سواء كان جره ظاهرا نحو مررت بزيد, او مقدرا نحو مررت بالفتى, وسواء كان التقدير للتعذر كالمثال المذكور, او للثقل نحو مررت بالقاضى {وجمع التكسير المنصرف} سواء كان ظاهر الإعراب كمررت بالرجال او مقدر الإعراب كمررت بالجواري والأسارى {وجمع المؤنث السالم} ولا يكون إلا منصرفا ما لم يكن علما, فإن كان علما جاز فيه الصرف وعدمه, فيجر بالكسرة مع التنوين نحو مررت بهندات, او بدون تنوين نحو مررت بهندات, او يجر بالفتحة مع منع الصرف نحو مررت بهندات ففيه ثلاثة أعاريب.
وأما الياء فتكون علامة للخفض فى ثلاثة مواضع, فى الأسماء الخمسة وفى التثنية والجمع.
{فى الأسماء الخمسة} نحو مررت بأبيك وأخيك {وفى التثنية} نحو مررت بالزيدين {والجمع} نحو مررت بالزيدين.
وأما الفتحة فتكون علامة للخفض فى الاسم الذى لا ينصرف.
{فى الاسم لا ينصرف} وهو كل اسم أشبه الفع فى علتين فرعيتين ترجع إحداهما الى اللفظ والأخرى الى المعنى كأحمد, فالراجعة الى اللفظ وزن الفعل, والرلجعة الى المعنى العلمية, وكذلك إذا وجد فى الاسم علة تقوم مقام العلتين كما فى صيغة المنهى الجموع, وهو كل اسم بعد ألف تكسيره حرفان سواء كان فى أوله كمسجد او لا كصوامع, او بعد ألف تكسيره ثلاثة احرف او سطها ساكن سواء كان فى اول الميم كمصابيح او لا كقناديل وشياطين وعفاريت.
وللجزم علامتان: السون والحذف. فأما السكون علامة للجزم فى الفعل المضارع الصحيح الآخر, وأما الحذف فيكون علامة للجزم فى موضعين, فى الفعل المضارع المعتل الآخر وفى الأفعال التى رفعها بثبات النون.
{فى الفعل المضارع الصحيح الآخر} وهو ما ليس فى آخره واو او ياء او ألف نحو لم يضرب ولم يأكل ولم يشرب {فى الفعل المضارع المعتل الآخر} بأن كان فى آخره واو كيدعو او ألف كيخشى او ياء كيرمى, فتقول لم يدع ولم يخش ولم يرم {فى الأفعال الذى رفعها بثبات النون} نحو لم يفعلا ولم تعلوا ولم تفعلى.

فـصل
المعربات قسمان: قسم يعرب بالحركات, وقسم يعرب بالحروف. فالذى يعرب بالحركات أربعة أنواع: الاسم وجمع التكسير وجمع المؤنث السالم والفعل المضارع الذى لم يتصل بآخره شئ. وكلها ترفع بالضمة وتنصب بالفتحة وتخفض بالكسرة وتجزم بالسكون, وخرج عن ذلك ثلاثة أشياء: جمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة والاسم الذى لا ينصرف يخفض بالفتحة زالفعل المضارع المعتل الآخر يجزم بحذف آخره. والذى يعرب بالحوف أربعة أنواع: التثنية وجمع المذكر السالم والأسماء الخمسة والأفعال الخمسة, وهى يفعلان وتفعلان ويفعلون وتفعلون وتفعلين. فأما التثنية فترفع بالألف وتنصب وتخفض بالياء, وأما الأسماء الخمسة فترفع بالواو وتنصب بالألف وتخفض بالياء, وأما الأفعال الخمسة فترفع بالنون وتنصب وتجزم بحذفها.
بـاب الأفعال
الأفعال ثلاثة: ماض ومضارع وأمر نحو ضرب ويضرب واضرب. فالماضى مفتوح الآخر أبدا والأمر مجزوم أبدا. والمضارع ما كان فى أوله إحدى الزوائد الأربع يجمعها قولك أنيت, وهو مرفوع أبدا حتى يدخل عليه ناصب او جازم.
{ثلاثة} والدليل على ذلك الاستقراء {ماض} وعلامته أن يقبل تاء التأنيث الساكنه كضرب تقول ضربت {ومضارع} سمي مضارع من المضارعة, وهى المشابهة لمشابهاة الاسم فى الحركات والسكنات وقبول لام الابتداء كقولك ان زيدا ليضرب {وأمر} هو ما دل على الطلب وقبول ياء المؤنثة المخطبة كاضرب واضربى {مفتوح الآخر أبدا} اى سواء كان الفعل ثلاثيا كضرب او رباعيا كدحرج او خماسيا كانطلق او سداسيا كاستخرج, وهو مبنى على الفتح تحقيقا إذا لم يتصل بآخره شئ فإذا اتصل به ضمير رفع ساكن او ضمير رفع متحرك بنى على الفتح المقدر كقولك ضربوا وضربت {مجزوم أبدا} لا فرق بين ان يكون الإعرب ظاهرا كيضرب او مقدرا كيخشى.
واعــلم: أن رافعه التجرد عن الناصب والجازم, والتجرد عامل معنوي.

فالنواصب عشرة. وهى ان ولن وإذن وكي ولام كي ولام الجحود وحتى والجواب بالفاء والواو وأو.
{وهى ان} المصدرية, وسميت مصدرية لأنها تؤول مع منصوبها بمصدر مثال ذلك عجبت من ان تضرب, والتقدير عجبت من ضربك {ولن} والصحيح أنها لا تفيد تأبيد النفى ولا تأكيده خلافا للمخشري نحو لن أقوم {واذن} وهى حرف جواب وجزاء, لأن مضمون الكلام الذى بعدها جزاء لما قبلها نحو قولك إذن أكرمك جوابا لمن قال أريد ان أزورك. وشرط النصب بإذن ان تكون مصدرة وان يكون الفعل مستقبلا بعدها, وان يكون الفعل متصلا بها, نعم يغتفر الفصل بلا النافية او القسم {وكي} اى المصدرية, وضابط كي المصدرية ان يتقدمها لام التعليل لفظا او تقديرا, كقوله تعالى: لكيلا تأسوا, فإذا تأخرت لام التعليل عن كي او وقع بعدها ان المصدرية فهى تعليلية, وتحتمل المصدرية والتعليلية إذا لم يتقدمها لام التعليل ولم يقع بعدها ان النصدرية {ولام كي} كقوله تعالى: فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا {ولام الجحود} وهى الواقعة بعد كان المنفية بما او بعد يكن المنفى بلم كقوله تعالى: وما كان الله ليعذبهم وانت فيهم {وحتى} كما فى قوله تعالى: حتى يرجع إلينا موسى {والجواب بالفاء والواو} ويشترط فى الفاء ان تكون للسببية وان تكون واقعة فى جواب النفى او الطلب, وكذلك والواو تكون للسببية وان تكون واقعة فى جواب النفى او الطلب, وكذلك الواو نحو أقبل فأحسن إليك ونحو قول الشاعر: لاترم علما وتترك التعب {وأو} سواء كانت بمعنى الى او بمعنى إلا, والفرق بينهما أنه كان ما بعدها ينقضي شيئا فشيئا فهى بمعنى إلى كقول الشاعر: لاستسهلن الصعب او أدرك المنى. وإن كان ما بعدها ينقضي دفعة واحدة فتكون بمعنى إلا كقولك لأقتلن الكافر او يسلم.
والجوازم ثمانية. وهى لم ولما وألم وألما ولام الأمر والدعاء ولا فى النهى والدعاء وإن وما ومن ومهما وإذما وأى ومتى وأيان وأين وأنى ,حيثما وكيفما وإذا فى الشعر خاصة.
{والجوازم} وهى قسمان: قسم يجزم فعلا واحدا, وقسم يجزم فعلين {لم} وهى حرف يجزم المضارع وينفى معناه ويقلبه إلى المضى نحو لم يضرب{ولما} وتشارك لم فى الحرفية والقلب والجزم وفى دخول الهمزة عليها كما فى قوله سبحانه وتعالى: لما يذوقوا العذاب {وألم} مثله قوله تعالى: ألم نشرح لك صدرك. فالهمزة للتقرير ولم حرف نفى وجزم وقلب {وألما} مثله ألما يقم {ولام الأمر} كما فى قوله تعالى: لينفى ذى سعة من سعه {والدعاء} مثاله قوله تعالى: ليقض علينا ربك {ولا فى النهى} نحو لا تحزن إن الله معنا {والدعاء} نحو قوله تعالى: ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا {وان} كما فى قوله تعالى: وان تعودوا نعد {وما} مثله قوله تعالى: وما تفعلوا من خير يعلمه الله {ومن} مثاله قوله تعالى: من يعمل سوأ يجز به {ومهما} كما فى قوله تعالى: مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين {وإذما} كما فى قول الشاعر:
وإنك إذما تأت ما أنت آمر
*
به تلف من إياه تأمر آتيا
{وأى} نحو قول تعالى: أياما تدعو فله الأسماء الحسنى {ومتى} مثاله قول الشاعر:
أنا ابنى جلا وطلاع الثنايا
*
متى أضع العمامة تعرفونى
{وأيانا} كما فى قول الشاعر: فأيان ما تعدل به الريح تترل {وأين} مثاله قوله تعالى: أينما تكونوا يدر ككم الموت {وأنى} كما فى قول الشاعر:
فأصبحت أنى تأتها تستجربها
*
تجد حطبا جزلا ونارا تأججا
{وحيثما} كما فى قول الشاعر:
حيثما تستقم يقدر لك اللـ
*
ـه نجاحا فى غابر الأزمان
{كيفما} نحو كيفما تجلس أجلس {وإذا فى الشعر خاصة} كما فيقول الشاعر:
وإذا تصبك خصاصة فتحمل

بـاب مرفوعات الأسماء
المرفوعات سبعة. وهى الفاعل والمفعول الذى لم يسم فاعله والمبتدأ وخبره واسم كان وأخواتها وخبر إن وأخواتها والتابع للمرفوع, وهو أربعة أشياء النعت والعطف والتوكيد والبدل.
{التابع للمرفوع} اعلم أنه إذا اجتمعت هذه التوابع قدم النعت ثم البيان ثم التوكيد ثم البدل ثم عطف النسق, تقول جاء زيد العاقل أبو عبد الله نفسه أخوك وعمرو.



بـاب الفاعـل
الفاعل هو الاسم المرفع المذكور قبله فعله, وهو على قسمين, ظاهر ومضمر, فالظاهر نحو قولك قام زيد ويقوم زيد وقام الزيدان ويقوم الزيدان وقام الزيدون ويقوم الزيدون وقام أخوك ويقوم أخوك, والمضمر اثنا عشر نحو قولك ضربت وضربنا وضربت وضربت وضربتما وضربتن وضرب وضربت وضربا وضربوا وضربن.
{الاسم المرفوع إلخ} اى اصطلاحا, وأما معنى الفاعل لغة فهو من أوجد الفعل {المذكور قبله فعله} خرج بذلك تامبتدأ فإنه لم يذكر قبله عامل لفظى {والمضمر اثنا عشر} اثنان للمتكلم وخمسة للحاضر وخمسة للغائب.
بـاب المفعول الذى لم يسم فاعله
وهو الاسم المرفوع الذى لم يذكر معه فاعله, فإن كان الفعل ماضيا ضم أوله وكسر ما قبل الآخر, وإن كان مضارعا ضم أوله وفتح ما قبل الآخر, وهو على قسمين, ظاهر ومضمر, فاظاهر نحو قولك ضرب زيد ويضرب زيد وأكرم عمرو ويكرم عمرو, والمضمر اثنا عشر نحو قولك ضربت وضربنا وضربت وضربت وضربتما وضربتم وضربتن وضرب وضربت وضربا وضربوا وضربن. 
{الذى لم يذكر معه فاعله} أى الذى حذف فاعله وأقيم مفعوله مقامه فى رفعه بعد أن كان منصوبا وصار عمدة بعد أن كان فضلة ووجوب تأخيره عن الفعل بعد أن كان جائزه واتصاله بالفعل بعد أن كان جاز الانفصال وتأنيث الفعل لتأنيثه.
بـاب المبتدأ والخبـر
المبتدأ هو الاسم المرفوع العرى عن العوامل اللفظية, والخبر هو الاسم المرفع المسند إليه نحو زيد قائم والزيدان قائمان والزيدون قائمون. والمبتدأ قسمان: ظاهر ومضمر, فالظاهر ما تقدم ذكره, والمضمر اثنا عشر, وهو أنا ونحن وأنت وأنت وأنتما وأنتم وأنتن وهو وهى وهما وهم وهن, نحو قولك أنا قائم ونحن قائمون وما أشبه ذلك. والخبر قسمان مفرد وغير مفرد, فالمفرد م تقدم ذكره, وغير المفرد أربع أشياء: الجار والمجرور والظرف والفعل مع فاعله والمبتدأ مع خبره نحو قولك زيد فى الدار, وزيد عندك, وزيد قام أبوه, وزيد جاريته ذاهبة.
{الاسم} ويشمل الصريح كزيد قائم والمؤول كما فى قوله تعالى: وأن تصوموا خير لكم, تقديره صومكم خير لكم {العاري عن العوامل اللفظية} غير الزائدة, فدخل بحسبك درهم {الجار والمجرور والظرف} وشرطهما أن يكون تامين, والمراد بالتام ما يفهم معناه بدون متعلقه نحو قولك زيد فى الدار أو عندك بخلاف الناقص كما فى قولك زيد بك.  
بـاب العوامل الداخلة على المبتدأ والخبر
وهى ثلاثة أشياء: كان وأخواتها وإن وأخواتها وظننت وأخواتها. فأما كان وأخواتها ترفع الاسم وتنصب الخبر, وهى كان وأمسى وأصبح وأضحى وظل وبات وصار وليس وما زال وما انفك وما فتئ وما برح ومادام وماتصرف منها, نحو كان ويكون وكن وأصبح و يصبح واصبح, تقول كان زيد قائما وليس عمرو شاخصا, وما أشبه ذلك.
{العوامل الداخلة} وتسمى النواسخ جمع ناسخ, مأخوذ من النسخ, وهو الإزالة, لأنها تزيل حكم المبتدأ والخبر {ترفع الاسم} وهو الراجح خلافا للكوفيين القائلين بأن المبتدأ باق على رفعه {وتنصب الخبر} هذا باتفاق من البصريين والكوفيين, ويسمى خبرا حقيقة ومفعولا مجازا {كان} يعنى الناقصة, نحو وكان الله غفورا رحيما. وتكون تامة كما فى قوله تعالى: وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة. والفرق بين التام والناقص أن التام هو الذى يكتفى بالمرفوع, والناقص هو الذى لا يكتفى بالمرفوع {وأمسى} وتستعمل ناقصة كقولك أمسى زيد فقيها, وتامة كقولك أمسى زيد اى دخل فى المساء {وأصبح} وتستعمل ناقصة كقولك أصبح البرد شديدا, وتامة كما فى قوله عز من قائل: فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون {وأضحى} وتستعمل ناقصة كقولك أضحى الفقيه ورعا, وتستعمل تامة كقولك أضحى زيد صائما {وبات}  وتستعمل ناقصة كقولك بات زيد ساهرا, وتامة كقولك بات زيد اى دخل فى البيات {وصار} وهى للتحول والانتقل من حالة إلى أخرى نحو صار الطين إبريقا, وتستعمل تامة بمعنى انتقل نحو صار الأمر إليك, اى انتقل {وليس} نحو ليس زيد قائما {وما زال} بشرط أن تكون من ماضى يزال لا من ماضى يزول ولا من ماضى يزيل نحو مازال زيد مجتهدا {وما انفك} نحو ما انفك زيد مجتهدا {وما فتئ} نحو ما فتئ زيد مجتهدا {وما برح} نحو برح زيد مجتهدا وما دام} ولا تعمل إلا بشرط أن يتقدمها ما الظرفية المصدرية كما فى قولك لا أصحبك ما دام زيد مترددا إليك.
أما إن وأخواتها فإنها تنصب الاسم وترفع الخبر. وهى إن وأن وكأن ولكن وليت ولعل, تقول إن زيدا قائم وليت عمرا شاخص وما اشبه ذلك. ومعنى إن وأن للتوكيد وكأن للتثبيه ولكن للاستدراك وليت للتمنى ولعل للترجر والتوقع.
{تنصب الاسم وترفع الخبر} هذا هو المشهور عند النحاة, ومقابل المشهور أنها تنصب الجزأين كما فى قول العرب إن حرا سنا أسدا {للتوكيد} اى لتوكيد النسبة بين الاسم والخبر { وكأن للتثبيه} وهو مشاركة أمر لأمر فى المعنى مثاله كقولك كأن زيدا حمار {ولكن للاستدراك} وهو تعقيب الكلام برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه, مثاله قولك زيد يقوم الليل لكنه غير صالح وكقولك زيد جاهل لكنه صالح {وليت للتمنى} وهو طلب ما لا طمع فيه أو ما فيه طلب الأمر المحبوب نحو قادم, وتكون للإشفاق, وهو الأمر المكروه كما فى قولك لعل العدو هالك.
وأما ظننت وأخواتها فإنها تنصب المبتدأ والخبر على أنهما مفعولان لهما, وهى ظننت وحسبت وخلت وزعمت ورأيت وعلمت ووجدت واتخذت وجعلت وسمعت, تقول طننت زيدا قائما وخلت عمرا شاخصا وما أشبه ذلك.
{تنصب المبتدأ والخبر} ومحل هذا إذا لم تلغ أو تعلق, والإلغاء إبطال العمل لفظا ومحلا, والتعليق إبطال العمل لفظا وإبقاؤه محلا بسبب ما له صدر الكلام.
بـاب النعـت
النعت تابع للمنعوت فى رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه وتنكيره, تقول قام زيد العاقل ورأيت زيدا العاقل ومررت بزيد العاقل.
{النعت} هو والصفة والوصف بمعنى واحد, ومعناها التابع المشتق والمؤمل بالمشتق الموضح لمتبوعه فى المعارف المخصص له فى النكرات {تابع للمنعوت} اى سواء كان حقيقيا او سببيا, والفرق بين النعت الحقيقي والسبـبي ان النعت الحقيقي الذى يرفع الضمير المستتر كما فى قولك جاء زيد العاقل, والسبـبيى هو الذى يرفع الاسم الظاهر كما قولك جاء زيد القائم أبوه.
والمعرفة خمسة أشياء: الاسم المضمر نحو أنا وأنت, والاسم العلم نحو زيد ومكة, والاسم المبهم نحو وهؤلاء, والاسم الذى فيه الألف واللام نحو الرجل والغلام, وما أضيف إلى واحد من هذه الأربعة. والنكرة كل اسم شائع فى جنسه لايختص به واحد دون آخر, وتقريبه كل ما صلح دخول الألف واللام عليه نحو الرجل والفرس.     
{والمعرف خمسة أشياء} نظمها بعضهم بقوله:
إن المعارف سبعة فيها سـهل
*
أنا صالح ذاما الفتى ابنى يارجل
{والاسم العلم} سواء كان علم شخص كزيد أو علم جنس كأسامة {والاسم المبهم} نحو هذا للمفرد المذكر وهذه للمفردة المؤنثة {وما أضيف إلى واحد إلخ} كما فى قولك مررت بصاحبك ومررت بصاحب زيد ومررت بصاحب هذا ومررت بغلام الذى قام ومررت بغلام الرجل.
بـاب العطـف
وحروف العطف عشرة: وهى الواو والفاء وثم وأو وأم وأما وبل ولا ولكن وحتى فى بعض المواضع. فإن عطفت بها على مرفوع رفعت, أو على منصوب نصبت, أو على مخفوض خفضت, أو على مجزوم جزمت, تقول قام زيد وعمرو, ورأيت زيدا وعمرا, ومررت بزيد وعمر, وزيد لم يقم ولم يقعد.
{العطف} هو التابع المتوسط بينه وبين متبوعه أحد حرفه العشرة {والواو} وهى لمطلق الجمع فتعطف اللاحق على السابق كما فى قوله تعالى: ولقد أرسلنا نوحا وابراهيم. وتعطف السابق على اللاحق كما فى قوله تعالى: ولقد أوحينا إليك وإلى الذين من قبلك. وتعطف المصاحب على مصاحبه كما فى قوله تعالى: فأنجيناه وأصحاب السفينة {والفاء} وهى للترتيب والتعقيب, تقول جاء زيد فعمرو {وثم} وهى للترتيب والتراجى, تقول جاء زيد ثم عمرو {وأو} فإن وقعت بعد الطلب فلها معنيان التخيير والإباحة, فمثال التخيير تزوج هندا أو أختها, ومثال الإباحة جالس العباد أو الزهاد. وإذا وقعت بعد الخبر فلها معنيان الشك والإبهام, فمثال الشك قوله تعالى حكاية عن قول عزير: لبثت يوما او بعض يوم, ومثال الإبهام قوله تعالى: وإنا أو إياكم لعلى هدى أو فى ضلال ميبن, {وأم} وهى المعادلة للهمزة كقوله تعالى: أأنذرتهم أم لم تنذرهم {وإما} الصحيح أنها ليست عاطفة, وأن العاطف الواو فى قوله تعالى: فإما منا بعد وإما فداء {وبل} وهى موضوعة للإضراب الإبطالى والانتقالى, فمثال الإضراب الإبطالى لا تضرب زيدا بل عمرا, ومثال الإضراب الانتقالى قوله تعالى: قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا {ولا} لصحة العطف بها شروط, الأول أن يتقدمها إثبات كقولك جاء زيد لا عمرو والثانى إفراد معطوفيها, والثالث تعاندهما بمعنى أنه لا يصدق أحدهما على الآخر {ولكن} ولا يعطف بها إلا بشروط ثلاثة: الأول إفراد معطوفيها والثانى أن لا تقترن بالواو, والثالث أن تقع بعد نفى أو نهى نحو لم يقم زيد لكن عمرو {وحتى} ومعناها التدريج, وهو انقضاء الشيء شيئا فشيئا إلى أن يبلغ الغاية إما فى الشرف كقولك مات الناس حتى الأنبياء, وإما فى الحسة كقولك استغنى الناس حتى الحجامون.  
بـاب التوكيـد
التوكيد تابع للمؤكد فى رفعه ونصبه وخفضه وتعريفه, ويكون بألفاظ معلومة, وهى النفس والعين وكل وأجمع وتوابع أجمع, وهى أكتع وأبتع وأبصع, تقول قام زيد نفسه ورأيت القوم كلهم ومررت بالقوم أجمعين.
{التوكيد} هو لغة التقويه, واصطلاحا ينقسم إلى قسمين: لفظى ومعنوى, فاللفظى هو إعادة اللفظ بعينه أو بمرادفه لدفع غفلة السامع أو لأجل تقريره وإثباته فى ذهنه كما فى قول الشاعر:
أخاك أخاك أن من لا أخاله
*
كساع إلى الهيجا بغير سلاح
ومثال إعادة اللفظ بمرادفه جاء ليت أسد, والمعنى هو الذى تكلم عليه المصنف {وكل وأجمع} لا يؤكد بهما إلا شئ ذو الأجزاء, إما باعتبار ذاته أو باعتبار عامله, فمثال الأول قولك جاء القوم كلهم, ومثال الثانى اشتريت العبد كله أو جميعه {وتوابع أجمع} فلا يؤكد بها إلا بعد التأكيد بأجمع.
بـاب البـدل
إذا بدل اسم من اسم أو فعل من فعل تبعه فى جمع إعرابه, وهو على أربعة أقسام: بدل الشئ من الشئ, وبدل البعض من الكل, وبدل الاشتمال, وبدل الغلط, نحو قولك قام زيد أخوك وأكلت الرغيف ثلثه ونفعنى زيد علمه ورأيت زيدا الفرس, أردت أن تقول الفرس فغلطت فأبدلت زيدا منه.  
{البدل} وهو لغة العوض, واصطلاحا هو التابع المقصود بالحكم بلا واسطة {بدل الشئ من الشئ} وضابطه أن يكون الثانى مساويا للأول فى المعنى {وبدل البعض من الكل} وهو أن يكون الثانى بعضا من الأول, سواء كان مساويا لنصفه أو أكثر أو أقل {وبدل الاشتمال} وهو أن يكون المبدل منه مشتملا على البدل بأن يكون دالا عليه بحيث إذا ذكر المبدل منه تتشوق النفس وتنتظر إلى البدل {وبدل الغلط} وهو أن يكون الثانى مقصودا والأول غير مقصود, وأما إن قصدت الإخبار بالأول فضربت عنه إلى الثانى فإنه يقال له بدل إضراب, وإن قصدت الإخبار بالأول ثم تبين لك فساد قصدك الأول وأن المقصود هو الثانى فهذا يقال له بدل نسيان.
بـاب منصوبات الأسـماء
المنصوبات خمسة عشر وهى المفعول به والمصدر وظرف الزمان وظرف المكان والحال والمستثنى واسم لا والمنادى والمفعول من أجله والمفعول معه وخبر كان وأخواتها واسم إن وأخواتها والتابع للمنصوب وهو أربعة أشياء النعت والعطف والتوكيد والبدل.
بـاب المفعـول بـه
وهو الاسم المنصوب الذى يقع به الفعل نحو قولك ضربت زيدا وركبت الفرس, وهو قسمان: ظاهر ومضمر, فالظاهر ما تقدم  ذكره, والمضمر قسمان: متصل ومنفصل, فالمتصل اثنانا عشر, وهى ضربنى ضربنا وضربكَ وضربكِ وضربكما وضربكم وضربكن وضربه وضربها وضربهما وضربهم وضربهن, والمنفصل اثنا عشر, وهى إياي وإيانا وإياك وإياك وإياكما وإياكم وإياكن وإياه وإياها وإياهما وإياهم وإياهن.  
والهاء من به عائد على أل الموصولة ففيه إشارة إلى أن أل الداخلة على اسم المفعول تكون موصولة ومفعول صلتها, وقال بعضهم أن هذا الضمير لا يعود على شئ أصلا, لأن لفظ مفعول به صار علما على الاسم الذى وقع عليه الفعل {متصل} والمتصل هو الذى لا يبتدأ به اى لا يجوز الابتداء به بحيث يقع فى أول الكلام ولا يلي إلا فى الاختيار, والمنفصل هو الذى يبتدأ به ويقع بعد إلا {والمنفصل} وهو الذى يتقدم على عامله وجوبا نحو إياي أكرمت.
  
بـاب المصدر
المصدر هو الاسم المنصوب الذى يجيء ثالثا فى تصريف الفعل نحو قولك ضرب يضرب ضربا, وهو على قسمين: فإن وافق لفظه لفظ فعله فهو لفظى نحو قتلته قتلا, وان وافق معنى فعله دون لفظه فهو معنوي نحو جلست قعودا وقمت وقوفا وما أشبه ذلك.
{المصدر} وهو ثلاثة أقسام: مؤكد لعامله نحو ضربت ضربا, ومبين للنوع نحو ضربت الأمير او ضربا شديدا, والثالث المصدر المبين للعدد كضربت ضربتين او ضربات, ويسمى مفعولا مطلقا لأنه لم يقيد بحرف ولا ظرف, وهو المفعول الحقيقى.
بـاب ظرف الزمان وظرف المكان
ظرف الزمان هو اسم الزمان المنصوب بتقدير فى نحو اليوم والليلة وغدوة وبكرة وسحرا وغدا وعتمة وصباحا ومساء وأبدا وأمدا وحينا وما أشبه ذلك’ وظرف المكان هو اسم المكان المنصوب بتقدير فى نحو أمام وخلف ووقدام ووراء وفوق وتحت وعند وإزاء وتلقاء وحذاء وثم وهنا وما أشبه ذلك.
{ظرف الزمان} لا فرق بين الظرف المبهم والمختص, فالمبهم ما دل على مقدار من الزمان غير معين سواء كان نكرة كصوت يوما او معرفة كصمت اليوم, والمختص ما دل على مقدار من الزمان معين بسبب التعريف او الإضافة او الوصف ويصلح أن يقع جوابا لمتى {وظرف المكان هو اسم المكان} ولا يكون إلا مبهما, والمبهم هو الذى ليس له صورة ولا حدود محصورة.
بـاب الحال
الحال هو الاسم المنصوب المفسر لما انبهم من الهيئات نحو قولك جاء زيد راكبا وركبت الفرس مسرجا ولقيت عبد الله راكبا وما أشبه ذلك, ولا تكون الحال إلا نكرة, ولا تكون إلا بعد تمام الكلام, ولا يكون صاحبها إلامعرفة.
{المفسر} اعلم أن الحال يأتى من الفاعل ويأتى من المفعول ويأتى منهما {ولا تكون إلا بعد تمام الكلام} وقد تكون متقدمة على صاحبها كما فى قولك راكبا جاء زيد.

بـاب التمييـز
التمييز هو الاسم المنصوب المفسر لما انبهم من الذوات نحو تصبب زيد عرقا وتفقأ بكر شحما وطاب محمد نفسا واشتريت عشرين غلاما وملكت تسعين نعجة وزيد أكرم منك أبا وأجمل منك وجها, ولا يكون إلا نكرة.
ويقال فيه تمييز ومميز وتفسير ومفسر وتبيين ومبين. {المفسر لما انبهم} وهو قسمان: تمييز نسبة, وهو المحول عن الفاعل كما مثله المصنف او عن المفعول كما فى قوله تعالى: وفجرنا الأرض عيونا, الاصل وفجرنا عيون الأرض. ويكون محولا عن المبتدأ كما فى قوله تعالى: أنا أكثر منك مالا, والأصل مالى أكثر منك {اشتريت عشرين غلاما} أشار به إلى القسم الثانى, وهو ما ليس محولا, ويقال له تمييز الذات, وهو الوقع بعد كما فى هذين المثالين, او بعد الموزون كما فى قولك عندى قفيز برا, او الممسوح كما فى قولك عندى شبر أرضا {ولا يكون إلا بعد تمام الكلام} هذا إذا كان العامل جامدا وأما إذا كان مشتقا فإنه يجوز تقديمه عليه لكنه نادر كما فى قول الشاعر: وما كان بالفراق تطيب.
بـاب اللاستثناء
وحروف الاستثناء ثمانية, وهى إلا وغير وسوى وسُوى وسواء وخلا وعدا وحاشا, فالمستثنى بإلا ينصب إذا كان الكلام تاما موجبا نحو قولك قام القوم إلا زيدا وخرج الناس إلا عمرا, وإن كان الكلام منفيا تاما جاز فيه البدل والنصب على الاستثناء نحو قولك ماقام أحد إلا زيد وإلا زيدا.
{الاستثناء} هو فى اللغة الإخراج مطلقا, وأما اصطلاحا فهو الإخراج بإلا او بإحدى أخواتها ما لولاه لدخل فى الكلام السابق {فالمستثنى بإلا الخ} والحاصل أن له ثلاث حالاث: الأولى وجوب النصب والثانية جوازه راجحا او مرجوحا, والثالثة أن يكون على حسب العوامل {تاما موجبا} ومعنى التام أن يذكر المستثنى منه, ومعنى الإيجاب أن لا يتقدم نفى او شبهه {جاز فيه البدل والنصب} اى إذا كان متصلا, وأما إذا كان منفصلا فيتعين فيه النصب كما فى قولك ما قام القوم إلا حمارا.
وإن كان الكلام ناقصا كان على حسب العوامل نحو قولك ما قام إلا زيد وما رأيت إلا زيدا وا مررت إلا بزيد. وأما المستثنى بغير وسوى وسوى وسواء فمجرور لاغير؛ والمستثنى بخلا وعدا وحاشا يجوز نصبه وجره نحو قولك قام القوم خلا زيدا وزيد وعداعمرا وعمرو وحاشا بكرا وبكر
{ناقصا} ومعنى كونه ناقصا أن لايذكر المستثنى منه وقد تقدم نفي أوشبهه {وأما المستثنى بغير إلخ} وأماغير فحكمهاحكم الاسم الواقع بعد ألا.
باب لا
اعلم أن لاتنصب النكرات بغير تنوين إذا باشرت النكرة ولم تتكرر لا نحو لارجل فى الدار, فإن لم تباشرها وجب الرفع ووجب تكرار لا نحو لافى الدار رجل ولاإمرأة, وإن تكررت جاز إعمالها وإلغاؤها نحو لا رجل فى الدار ولا إمرأة وإن شئت قلت لارجل في الدار ولا إمرة.
{أن لا تنصب النكرات} اى تعمل عمل إن فتنصب الاسم وترفع الخبر لكن بشروط, الأول أن يكون اسمها نكرة, وأن يتقدم اسمها على خبرها ولا تقترن بحار. ثم اعلم أن معمولها إما أن يكون مضافا أو شبيها بالمضاف او مفردا, والمراد بالمفرد ما ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف, فإن كان مضافا او شبيها بالمضاف فانه ينصب لفظا, وان كان مفردا بنى على ما ينصب به.
باب المنادى
المنادى خمسة أنواع: المفرد العلم والنكرة والمقصودة والنكرة غير المقصودة والمضاف والمشبه بالمضاف. فأما المفرد العلم والنكرة المقصودة فيبنيان على الضم من غير تنوين نحو يا زيد ويا رجل, والثلاثة الباقية منصوبة لا غير.
{المنادى} وهو الطلب مطلقا بحرف أو بغيره, واصطلاحا بيا أو بإحدى أخواتها, وهى الهمزة ممدودة أو مقصورة وأى بفتح الهمزة وسكون الياء مقصورة وممدودة وأيا وهيا ووا {المفرد العلم} وهو ما ليس مضاف ولا شبيها بالمضاف فيشمل المثنى والمجموع سواء كان لمذكر او لمؤنث, فمثال المثنى يا زيدان ومثال جمع المذكر يا زيدون ومثال جمع المؤنث يا هندات ومثال جمع التكسير يا رجال ومثال النكرة المقصودة يا رجل ومثال النكرة غير المقصودة يا غافلا والموت يطلبه.
باب المفعول من أجله
وهو الاسم المنصوب الذى يذكر بيانا لسبب وقوع الفعل نحو قولك قام زيد إجلالا لعمرو وقصدتك ابتغاء معروفك.
{الذى يذكر بيانا لسبب وقوع الفعل} ولا بد فيه من شروط خمسة: الأول كونه مصدرا, والثانى أن يكون قلبيا, والثالث أن يتحد عامله فى الوقت, والرابع أن يتحدا فى الفاعل, وأن يكون مفيدا للتعليل.
باب المفعول معـــه
وهو الاسم المنصوب لبيان من فعل معه الفعل نحو قولك جاء الأمير والجيش واستوى الماء والخشبة.
{المنصوب} بالفعل او شبهه بحيث يسبقه جملة فعلية او اسمية فيها معنى الفعل, وحروفه الواقع بعد واو المعية, واعلم أن المفعول معه تارة يتعين نصبه وتارة يجوز فيه النصب والعطف {جاء الأمير والجيش} يصح فيه الرفع والنصب, فالرفع على العطف, لأنه يصح أن يكون فاعلا لأن المجيء يصح صدوره من كل منهما, فالواو فى هذا المثال بمعنى مع إن نصبت الجيش بعدها, وعاطفة إن رفعت ما بعدها {واستوى الماء والخشبة} يتعين فيه النصب, فإنه يتأتى مساواة الماء للخشبة, فإنه يرتفع إليها بخلاف الخشبة, فإنه يتأتى مساواتها للماء.
وأما خبر كان وأخوتها واسم إن وأخواتها فقد تقدم ذكرها فى المرفوعات وكذلك التوابع فقد تقدمت هناك.
باب مخفوضات الأسماء
المخفوضات ثلاثة: مخفوض بالحرف ومخفوض بالإضافة وتابع للمخفوض. فأما المخفوض بالحرف فهو ما يخفض بمن وإلى وعن وعلى وفى ورب والباء والكاف واللام وحروف القسم, وهى الواو والباء والتاء وبواو رب وبمذ ومنذ, وأما يخفض بالإضافة فنحو غلام زيد, وهو على قسمين ما يقدر باللام وما يقدر بمن, فالذى يقدر باللام نحو غلام زيد, والذى يقدر بمن نحو ثوب خز وباب ساج وخاتم حديد.
{بمن} وتجر الظاهر والمضمر, وقد اجتمعا فى قوله تعالى: ومنك ومن نوح {وعلى} وهى تجر الظاهر والمضمر كما فى قوله تعالى: إلى الله مرجعكم وقوله تعالى: إليه مرجعكم {وعن} وتجر الظاهر والمضمر كما فى قوله رضي الله عنهم ورضوا عنه ورضي الله عن المؤمنين {وعلى} وتجر الظاهر والمضمر كما فى قوله تعالى: وعليها وعلى الفلك تحملون {وفى} وتجر الظاهر كما فى قولك الماء فى الكوز, والمضمر كما فى قوله تعالى: وفيها ما تشتهيه الأنفس {ورب} سواء كان للتكثير او للتقليل, وهى حرف شبيه بالزائد لا يتعلق بشيء ولا بد أن يكون مجرورها ظاهرا,وجرها للضمير شاذ كقولك ربه فتى {والباء} وتجر الظاهر والمضمر كقولك اعتصمت بالله وبه اعتصمت {والكاف} ولا تجر إلا الظاهر, وجرها المضمر شاذ كها وكه {واللام} وتجر الظاهر والمضمر كله ما فى السموات وما فى الأرض ولله ما فى السموات {وهى الواو} وهى مختصة بالظاهر {والباء} وهى تجر الظاهر والمضمر {والتاء} وهى مختصة بلفظ الجلاله {وبواو رب} والراجح أن الجار هو رب المحذوفة بعد الواو كقوله وليل كموج البحر أرخى سدوله {وبمذ ومنذ} وإذا وقع بعد هما مرفوع فهما مبتدآن وما بعدهما خبر, وإذا وقع بعدهما جملة فعلية فيكونان فى محل نصب على الظرفية بالفعل كقولك جئت مذ دع زيد ومنذ دعا زيد, اى جئت فى وقت دعائه.










  • Digg
  • Del.icio.us
  • StumbleUpon
  • Reddit
  • RSS

me more..

I'm Myunz.. Slideshow: Hai...’s trip to Banyuwangi, Java, Indonesia was created by TripAdvisor. See another Banyuwangi slideshow. Create a free slideshow with music from your travel photos.